موضوع: إســـــلامـــــيـــــات الإثنين أكتوبر 12, 2009 10:23 am
{بسم الله الرحمن الرحيم} الحمد لله رب العالمين الذي كرّم الإنسان وفضّله ، وصلى الله وسلم على رسوله المعلّم الجليل والمربّي الكريم . أيها الحفل الكريم ، أيها الآباء الأعزاء ، أيها المعلمون الفضلاء : في لحظة من لحظات النعيم ، وفي زمن من أزمنة ألألفة ، نلتقي هذا اليوم لنعيش لحظات التكريم للطلاب المتفوّقين والمثاليين . وقبل التكريم وتعليق أوسمة التفوق والمثل ، هذه إضاءات سريعة في طريق التربية والتعليم أتحدث فيها عن نفسي وأنا طالب من طلاب المدرسة ، وأبعثها رسالة إلى معلمي الفاضل ، ووالدي الكريم وأخص كلاً منهما بالحديث إليه . أيها المعلمون أيها الطلاب في صرح العلم الرائع : كما تتألق الزهرة وتسمو ، وتبدو لوحة رائعة في بستان الزهور إذا تعاهدها البستاني بالاهتمام والرَّيّ ، وكما ترسم الشمس مع الأفق في غروبها لوحة يعجز كل فنان أن يرسم مثلها أو يجاريها . وكما تتألق السماء في ليلة مقمرة بنجومها فترسم نموذجًا للصفاء والجمال ، وكما تبدو الأرض رائعة بديعة إذا داعبتها قطرات المطر الفضية في عشية ريفية ماتعة بعيدًا عن حضارة الـمدنية . كذلك إنما يسمو الجيل والنشء إذا تعاهده المربون – معلمون وموجهون – بالتربية ، وغرس المثل الحسنة في نفوسهم . والمعلم الناجح المبدع يرسم مع طلابه لوحة المحبة والصفاء كما رسمت الشمس لوحتها ، وكما تألق القمر مع النجوم في حديثه . الرائع في الليلة المظلمة البديعة ، كذلك المعلم مع طلابه . فالمدرسة هي نبع الحنان ، وموطن الرجال ، من المدرسة يخرج بناة الأمجاد وحراس الوطن ، في المدرسة تتألق المثل إذا تعاهدها المربي الناجح ، والمعلم المثال بالاهتمام . أيها الحضور الكريم : إن العلم والمعرفة هما السلاح الفاعل الأمثل لمواجهة مصاعب الحياة ، بهما ترتقي الأمة ويعلو شأنها . وإنما تسمو الأمم بالعلماء . أيها المربون : تلمسوا الجرح وضمدّوه ، وصفوا الدواء وتابعوه ، ولتكونوا أطباء أرواح وأفئدة وخلق ، وأستأذنكم أبائي المعلمين في الحديث مع الآباء والأولياء . أيها الآباء الكرام : ليكن لكم دور بارز في التربية ، فليرب الأب أبناءه على الخلق الأمثل ، وليكن قدوة صالحة لأبنائه . أيها الأب الكريم : إذا كان المنزل مكمّلاً لدور المدرسة في التربية والتعليم ، والمدرسة مكملة لدور البيت في التربية والتوجيه ، أخرجا لنا مشاعل إضاءة ، ومنابر إصلاح . فيا أيها الأب الفاضل : ارسم لابنك القدوة الحسنة في العبادة والحياة ، ولتكن صادقًا في التوجيه ، ولا تترك الشارع والأصحاب ليحددا مسار ابنك ، ولتكن أنت أبًا وأخا وصاحبًا وصديقًا له . أيها الطلاب الأعزاء أتحدث إليك وأنا واحد منكم : أيها التلميذ النجيب : أنت المشعل المنير الذي ينير المجتمع ، فلتكن أنموذجاً رائعًا للابن البار الصالح ، صاحب الخلق الكريم ، ولتكن في البيت والمدرسة والشارع نموذجًا رائعًا للطالب المثالي خلقًا وأدبًا ودينًا ، ولتكن عند حسن ظن معلميك وآبائك ومجتمعك فيك . أيها الحفل الكريم : إنما ترتقي الأمم والشعوب بصلاح المجتمع واهتمامه بدينه وخلقه ، فلنكن جميعًا آباء وأبناء ومعلمين ومسؤولين مشاعل هدئ وصلاح للمجتمع كله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركانه ،،،