موضوع: إســـــلامـــــيـــــات الخميس أكتوبر 15, 2009 1:33 pm
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عَيْن كلام الله ونعتقد أن الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عَيْن كلام الله -عز وجل-، لا حكاية ولا عبارة، قال الله -عز وجل-: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ وقـال: المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وقال: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ وقال: المر وقال: كهيعص حم عسق فمن لم يقل إن هذه الأحرف عين كلام الله -عز وجل- فقد مرق من الدين، وخرج عن جملة المسلمين، ومن أنكر أن يكون حروفًا فقد كَابَرَ العيان وأتى بالبهتان.
نعم، يقول المؤلف -رحمه الله-: ونعتقد -يعني معشر أهل السنة والجماعة-، ونعتقد -يعني نحن أهل السنة والجماعة- أن الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عين كلام الله -عز وجل-، لا حكاية ولا عبارة، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، نعتقد أن الحروف المكتوبة هي كلام الله، الحروف المكتوبة في المصاحف هي كلام الله، والأصوات المسموعة هي كلام الله، الصوت صوت القارئ، والمسموع كلام الله، الصوت صوت القاري والكلام كلام الباري، فنعتقد أن الحروف المكتوبة هي كلام الله، فالذي ينظر في المصحف ينظر كلام الله، والأصوات المسموعة كلام الله ، فالذي يسمعه السامع كلام الله وإن كان الصوت صوت القارئ، عين كلام الله -عز وجل-، لا حكاية ولا عبارة.
قصد المؤلف هنا الرد على أهل البدع الذين يقولون إن الحروف والأصوات حكاية عن كلام الله، هذا يقوله الكلابية أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب، يقولون: الحروف والأصوات ليست كلام الله ، وإنما هي حكاية عن كلام الله . وقالت الأشاعرة: الحروف والأصوات عبارة عن كلام الله. وكل من القولين باطل، والحكاية والعبارة متقاربان، ومذهبهم أن الحروف والألفاظ ليست كلام الله، سواء سميت حكاية أو سميت عبارة، فإذًا فماذا يكون كلام الله عندهم؟ المعنى، أما الحروف والأصوات والألفاظ ليست كلام الله، والمصاحف ليس فيها كلام الله، أين كلام الله؟ يقولون: كلام الله معنى نفسي قائم في نفس الرب، لا يُسْمَع، لا يسمع، كما أن العلم قائم بنفسه، فالكلام قائم بنفسه، يعني مثل العلم.
وهذا باطل، والمؤلف رده وقال: نعتقد مثل أهل السنة والجماعة أن الحروف المكتوبة والأصوات المسموعة عين كلام الله -عز وجل-، لا حكاية ولا عبارة، لا حكاية كما يقوله الكلابية، يقولون: الحروف والأصوات حكاية والألفاظ، ولا عبارة كما يقوله الأشاعرة.
ثم استدل المؤلف -رحمه الله- بالآيات للرد عليهم، كقول الله - عز وجل-: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ وجه الدلالة قال "ذلك الكتاب" الكتاب الآن حروف، حروف مكتوبة أمامنا، قال ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هو كلام الله، وقال: المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ إذًا الكتاب الذي أُنْزِل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو كلام الله، والكتاب الذي أنزل فيه حروف وألفاظ، وقال: الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ والكتاب فيه حروف، وقال: المر وقال: كهيعص وقال: حم عسق فهذا كلام الله، وهو حروف.
يقول المؤلف: فمن لم يقل إن هذه الأحرف عين كلام الله -عز وجل- فقد مرق من الدين، وخرج عن جملة المسلمين. يعني يقول من أنكر أن هذه الحروف كلامه فقد مرق من الدين، يعني: خرج من الدين، وخرج عن جملة المسلمين، يعني خالف المسلمين، "مرق من الدين" يعني معناه أنها مخلوقة، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر، كما قال العلماء، لكن الأشاعرة يقولون: نصف القرآن مخلوق ونصفه غير مخلوق، نصفه مخلوق وهو الحروف والألفاظ، ونصفه غير مخلوق وهو المعنى، أما المعتزلة يقولون: مخلوق حروفه ومعانيه، ألفاظه ومعانيه مخلوقة، والأشاعرة يقولون: لا الحروف مخلوقة والمعاني كلام الله غير مخلوقة.
"ومن أنكر أن يكون حروفًا فقد كابر العيان وأتى بالبهتان" يعني من أنكر أن يكون القرآن حروفًا فقد كابر العيان، يعني معاين، الآن إذا فتحت تعاين أيش؟ تعاين الحروف، فمن يقول "ليست كلام الله" كابر العيان، كابر الحس، وأتى بالبهتان، ويقصد من هذا المؤلف -رحمه الله- الرد على الأشاعرة، وكذلك الكلابية الذين يقولون: القرآن عبارة عن كلام الله أو حكاية عن كلام الله، وكلام الله إنما هو معنى نفسي يقوم بنفس الرب. وهذا من أبطل الباطل، نعم.